لم
يكن إحياء محاولات الصلح بين سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة المصرى ونظيره
الجزائرى محمد روراوة على هامش زيارة منتخب مصر إلى قطر أمراً عشوائياً..
بل كان مدروساً بعناية فائقة من رئيس الاتحاد الجزائرى وعضو المكتب
التنفيذى للكاف الذى يسعى إلى حشد كل القوى الإقليمية الدولية من أجل
التضامن معه فى معركته المقبلة على عضوية اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولى
عن القارة الإفريقية التى من المقرر إجراؤها فى 23 فبراير المقبل بالسودان
بدلاً من المتهمين بالرشوة أموس أدامو النيجيرى وأمادو دياكيتا المالى.
ورغم كل الجهود
التى قام بها الأمير سلطان بن فهد والقطرى محمد بن همام على هامش اجتماعات
الاتحاد العربى قبل بضعة أشهر لإنهاء الخلاف بين رئيسى اتحادى الكرة فى
مصروالجزائر إلا أن روراوة أصر على موقفه بعدم إنهاء القطيعة مع زاهر فى
مشهد متكرر أطلق عليه الكثيرون أنه أشبه بفيلم عنتر ولبلب بأقلامه السبعة
الشهيرة! ثم إذا به هذه المرة يحرك بنفسه الماء الراكد رغم أنه كان يتذرع
فى محاولات الصلح الفاشلة بأن قرار الصلح مع زاهر خارج عن نطاق سيطرته
ملوحاً بأن الأمور أكبر منه.. وكأنه يلمح إلى وجود اتجاه سيادى فى الجزائر
لهذه القطيعة ولم يشأ أحد من أصحاب محاولات الصلح التعقيب على الجفاء
المتعمد من جانب روراوة وأغلقوا ملفاتهم فى صمت حتى لا تتعمق الجراح
وتتفاقم الفجوة بين الأشقاء.
تحركات روراوة
بنفسه لإجراء هذا الصلح نفعية بحتة.. لا ترجع إلى مجرد إزالة رواسب مفتعلة
خلقها الإعلام وساهم المسئولون عن الكرة فى مصر والجزائر فى تعميقها بسبب
فشلهم فى إخماد نار الفتنة التى أشعلها بعض الجهلاء فى الجانبين ولكن من
أجل كسب المزيد من الدعم العربى والآسيوى والإفريقى على خلفية هذه المصالحة
التى يقودها محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوى عضو اللجنة التنفيذية
للفيفا ورئيس الاتحاد الآسيوى لكرة القدم وهانى أبوريدة نائب رئيس اتحاد
الكرة المصرى وعضو اللجنة التنفيذية للفيفا وكلا الرجلين يملك شعبية كبيرة
سواء على المستوى القارى فى الاتحادين الآسيوى أو الإفريقى.. أو على
المستوى الدولى باعتبارهما من الشخصيات التى حظيت بقبول لدى الأغلبية فى
الدول التى تحظى بعضوية الفيفا وقدرها 208 دول يحق لها التصويت فى انتخابات
الفيفا.
وكانت مباراة قطر
الودية التى جمعت بين العنابى والفراعنة وانتهت بفوز قطر بهدفين لهدف واحد
الحدث الأبرز الذى يمكن استثماره فى عقد هذه المصالحة.. كون المباراة تقام
فى قطر ما يسهل من إجراء المصالحة فى بلد محايد من دون التقليل من شأن أحد
الرمزين الكبيرين فى مصر أو الجزائر.
والمثير أن البعض
حاول تفسير تحمس بن همام لعقد المصالحة بين زاهر ورواوة بتطلع رئيس
الاتحاد الآسيوى إلى استثمار نجاح بلاده فى تنظيم مونديال 2022 حتى
يرشحنفسه رئيساً للاتحاد الدولى فى الانتخابات التى ستجرى فى يونيو 2011
وهو الأمر الذى لا يعدو كونه استنتاجات لا ترقى إلى مرحلة الواقعية لأن
بلاتر نفسه لعب دوراً كبيراً فى حصول قطر على شرف تنظيم مونديال 2022 رغم
المنافسة الشرسة الملف الأمريكى القوى وذلك وفق اتفاق أبرمه أمير قطر الشيخ
حمد بن خليفة آل ثان بنفسه أنهى خلاله الاحتقان الذى سيطر على العلاقة بين
بن همام وبلاتر على خلفية إعلان الأول ترشحه فى انتخابات رئاسة الفيفا ضد
الرئيس الحالى.
اجتمع أمير قطر
مع الطرفين.. وطلب من بن همام التنازل عن حلم ترشحه لرئاسة الاتحاد الدولى
فى دورته المقبلة ومساندة بلاتر كى يحصل على حق الاستمرار فى قيادة الفيفا
للدورة الرابعة على التوالى وفى المقابل طلب من بلاتر أن يكون الدينامو
المحرك لحملة تنظيم قطر لمونديال 2022 ووافق الطرفان على الصفقة التى رحمت
بلاتر من صداع منافسة قوية ولم يتردد بن همام فى التنازل عن حلمه الشخصى
لأجل تحقيق حلم بلاده فى الحصول على شرف تنظيم المونديال.
وعقب هذه
الجلسة.. خرج بن همام ليعلن فى تصريحات إعلامية أنه سيكون أول الداعمين
لاستمرار بلاتر رئيساً للاتحاد الدولى لفترة رئاسية رابعة متراجعاً عن
تصريحات أخرى مختلفة تماماً قال من خلالها إنه يجب ألا يستمر رئيس الاتحاد
الدولى فى منصبه أكثر من 8 سنوات!!
صلح زاهر وروراوة
المرتقب.. لن يشهد أى تعنت من روراوة ولا تذرعاً بضغوط فوقية لأن بحثه عن
مقعد اللجنة التنفيذية فى الاتحاد الدولى سيجبره على عدم التعنت للوصول إلى
المقعد الوثير على جثة المتهمين بالرشوة فى فضائح الفيفا .
شارك برأيك: هل يكون هذا الصلح مفعلاً بحيث تنتهى القطيعة ويزول الاحتقان بين الكرة المصرية ونظيرتها الجزائرية؟
أم أنه مجرد أكلاشيه لن يزيل الصورة القاتمة بأذهان الرأى العام فى البلدين ؟