أصبح سمير زاهر فى مهب الريح العاتية.. شمالاً
منذ قضية المخالفات المالية فى اتحاد الكرة التى حولها المجلس القومى
للرياضة إلى النيابة العامة.. وجنوباً من الحكم القضائى باستبعاده من رئاسة
الاتحاد وعدم قانونية ترشيحه.. أصبح زاهر بين فكى الكماشة.. ومن سوء حظه
أن الحكم القضائى صدر فى توقيت يستحيل فيه الحصول على مساندة حسن صقر رئيس
المجلس القومى للرياضة الذى قدم مساعدات كبيرة من قبل للاتحاد ورئيسه فى
قضايا خلافية.
مبدئياً المجلس القومى على أتم الاستعداد لتنفيذ الحكم دون تردد، إلا أنه
لم يشأ أن يظهر فى الصورة خلال يوم إصدار الحكم وكأنه لا يعنيه ذلك بدعوى
أن المجلس فى أجازته الأسبوعية، بينما كانت الاتصالات الهاتفية نشيطة
وملتهبة بين قيادات المجلس ومستشاريه.. ولم يكن رغبة المجلس فقط ألا يبدو
سعيداً بالحكم من باب الشماتة بل أراد بحكم الحاسة السياسية التى اكتسبها
حسن صقر أن يتعرف على خريطة رد الفعل لدى أصحاب النفوذ وعما لو كانت هناك
نية لأية تسوية بأى سيناريو لإخراج زاهر من المأزق، وهى التدخلات "الفوقية"
التى لا تتحمل مقاومة المجلس ولا علاقة لها برغباته وحساسية موقفه مع
اتحاد الكرة.. فقد تعود زاهر على أن يستعين بواحد عن نادى الكبار يظهرون فى
"كادر" إنجازات المنتخب الوطنى معتبرين زاهر "وش السعد" على الكرة المصرية
التى تسعد المصريين التعساء أصلاً فى حالتهم المعيشية.
إذن قوة القانون التى يمثلها حكم المحكمة يواجه قوة النفوذ التى يمثلها
أصحاب التأثير من رجال الدولة – كما يدعى زاهر - .. إلا أن الحكم النهائى
فى القضية يضع الجميع فى موقع شديد الحرج .. لأن الذين يريدون انتشال سمير
زاهر من الغرق سوف يتعبون كثيراً للعثور على سيناريو يتقبله الرأى العام
ولا يؤدى إلى إظهار الدولة وكأنها تحمى المخطئين وتقاوم الأحكام القضائية
الواجبة النفاذ بما يعزز الفوضى وعدم الثقة الذى يتزايد فى المجتمع، ولعل
كرة القدم آخر ما يمكن ان يفكروا فى إنقاذ من يديرها.
القضية شائكة وبالغة التعقيد إذا كانت القوتان متوازنتين.. وإذا كانت شخصية
سمير زاهر أصبحت جاذبة للقضايا والمشاكل بالدرجة التى جعلته أرضاً خصبة
للنزاعات القانونية التى تمس كلها سلامة التصرفات وشرعية منصبه ومعها شرعية
عمله الإدارى.
وسوف تنتهز الأندية الغاضبة والمعارضة الموقف لتشكل أقوى لوبى مناهض لإدارة
الجبلاية عساها تساعد حسن صقر فى تنفيذ رغبته القديمة فى التخلص من هذه
الإدارة وتعزز موقفه.. فقد أصبح لصقر مبرراً قوياً لكى يستعيد عداءه
"المكتوم" ضد زاهر وربما تؤدى العملية كلها إلى تغيير شامل فى اتحاد الكرة
والقضاء على مرحلة شائكة عاشتها الكرة المصرية.