ان الحمد لله نحمده ونستهديه ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا
وسيئات أعمالنا واشهد ان لا إله إلا الله واشهد أن محمد عبده ورسوله
اما بعد :،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يقول يحيى بن معاذ :
(القلوب كالقدور في الصدور تغلي بما فيها ومغارفها السنتها ، فأنتظر الرجل حتى يتكلم
فإن لسانه يغترف لك ما في قلبه من بين حلو وحامض وعذب وأجاج ؛ يخبرك عن طعم
قلبه اغتراف لسانه )
كلمات رائعة فعلاً وصحيحة فاللسان بالفعل بوابة خروج لِما في القلب وما اللسان إلا
مغرفة ينقل ما في القلب إلى الخلق .
فهنا علينا ان نحاسب انفسنا ونحصي اقوالنا ونراقب كلامنا بل كل كلمة تخرج من افئدتنا
قبل السنتنا لنتعرف على هويتنا !!
روى الطبراني والبيهقي عن ابن مسعود
ان رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ قال : " اكثر خطايا ابن آدم في لسانه ."
وفي الحديث الذي رواه أحمد
قال _ صلى الله عليه وسلم _ :" لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ، ولا يستقيم
قلبه حتى يستقيم لسانه ."
وفى الحديث الذي رواه الترمذي عن أبي سعيد
قال _ صلى الله عليه وسلم _ : "إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تُكفر اللسان ،
فتقول : اتق الله فينا ، فإنما نحن بك ، فإن استقمت استقمنا ، وإن أعوججت اعوججنا ."
وطهارة القلب تجعله يرسل إلى اللسان أجمل الكلم وأطيب الجُمل ، فيطهر اللسان
بعد القلب ليكون صاحبهما أفضل الناس بشهادة النبي _ صلى الله عليه وسلم _ القائل :
"أفضل الناس كل مخموم القلب صدوق اللسان ؛ قالوا : صدوق القلب نعرفه ؛ فما
مخموم القلب ؟
قال : التقي النقي ؛ لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد ."
(رواه ابن ماجه عن ابن عمرو)
فطهارة اللسان علامة على طهارة القلب
ويشهد لهذا دعاء النبي _ صلى الله عليه وسلم _ لعلي ، فعن علي بن أبي طالب , رضي الله عنه , قال :
( بعثني رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ إلى اليمن فقلت : يا رسول الله .. تبعثني
وانا شاب أقضي بينهم ولا أدري ما القضاء !! قال : فضرب بيده على صدري ، ثم قال :
" اللهم اهدِ قلبه وثبت لسانه " قال : فما شككت بعد في قضاء بين اثنين .)
( صحيح : الإرواء حديث رقم : 2500 )
فأنظر اخى الحبيب هنا لم يكتفِ النبي _ صلى الله عليه وسلم _ بالدعاء له بهداية القلب
حتى ذكر اللسان ، وبين ان ثبات اللسان هو قرين هداية القلب أو نتاجها ..
وظلت هذه الدعوات مباركات وبقي أثرها مع علي , رضي الله عنه , حتى قال فيمن
قاتلوه ورموه بالكفر من الخوارج :
نسأل الله ان يطهر قلوبنا من النفاق والسنتنا من الكذب والرياء
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
موضوع: " القلب واللسان " 
الأربعاء يونيو 16, 2010 1:20 pm
