دافيد فيا...المهاجم المثالي لبرشلونة
مع بارسا بيب، أصبحت اللامركزية و تبادل الأدوار
بين المهاجمين هي السمة الرئيسية لجبهة البلوغرانا الضاربة؛ وصفة أثبتت ـ و
لا زالت ـ نجاعتها لغاية كتابة هذه السطور...
غوارديولا لا يؤمن برأس الحربة الكلاسيكي، فكل
مهاجميه رؤوس حربة و جميعهم أجنحة تجيد التسجيل، إضافة إلى الأدوار
الدفاعية التي تجعل من مهاجمي البلوغرانا أول خط دفاعي للفريق.
خلال النزع الأخير من موسم الثلاثية، أضحى بيب
يعتمد على إيتو كجناح أيمن بعدما ظل طيلة الموسم بأكمله يقحم هنري في غير
مركزه الأصل كجناح أيسر و هي المهمة التي توفق فيها الفيلسوف بامتياز بعد
أن نجح في استخراج أفضل أداء ممكن من مهاجميه واضعا بذلك بصمته الخاصة على
مسارهم؛ بصمة المعلم...
رحل إيتو و جاء إبرا ليحزم حقائبه بعد موسم واحد
مفسحا المجال أمام المهاجم الذي لطالما أحبه الكوليز: دافيد فيا؛ و هو
الحدث الذي علق كرويف بكون برشلونة تراجعت من خلاله خطوة للوراء لتتقدم
خطوتين إلى الأمام...
وصف بليغ من العراب؛ فالمشاهد لأداء دافيد فيا و
سرعة اندماجه مع البرسا يعتقد أن الكواخي قد قضى سنوات طويلة داخل أسوار
الكامب نو..فيا يجري كثيرا و يسجل و يقدم الأسيست و يقوم بأدوار دفاعية و
يفتح المساحات لزملائه حتى إن لم يسجل هو شخصيا؛ و الأهم أنه كان حاضرا
بقوة في كل المباريات الحاسمة هذا الموسم : في الكلاسيكو و أمام إشبيلية و
فياريال و في الديربي أمام إسبانيول؛ كلهم ذاقوا من علقمه...
قد يعاب على دافيد فيا كونه لا يضغط كثيرا على
المدافعين على غرار سلفه إيتو لضعف بنيته مقارنة بالأسد الكاميروني ربما،
كما أن دخوله في مراحل سبات يصوم خلالها عن التهديف و يهدر السهل من الفرص
يجعله محل انتقاد أحيانا، لكن الكواخي يعرف كيفية الرد على رقعة الميدان؛
فهو إن لم يسجل صنع، و إن لم يصنع خلق المساحات لزملائه بسرعته و لم يحبط
الهجمات؛ معطيات نجاعة تثبتها لغة الأرقام: فالثلاثي الهجومي ميسي و بيدرو
و فيا دون اسمه 60 مرة في سجلات التهديف مع انتصاف الموسم فحسب، أرقام
مشهودة...
خفاش لكنه يحلق أعلى من النسور؛ ذلك هو الكواخي
دافيد فيا...كل هذا و الأجمل لم يأت بعد، ففي جعبة وجه الطفل المزيد و
المزيد؛ و الأيام على ذلك خير شهيد.