نداوى عضو فعال
عدد المساهمات : 368 العمر : 38 تاريخ التسجيل : 01/10/2010
| موضوع: غزوات الرسول الكريم الأحد أكتوبر 03, 2010 5:44 am | |
| سلام الله عليكم.
غزوات الرسول -صلى الله عليه وسلم- اللهم أمحو به سيئات من يقرأ هذا الموضوع.واكتبه فى ميزان حسناته.
بعض المعلومات عن الغزوات الكبرى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم-
غزوة بدر
سمعرسول الله صلى الله عليه وسلم بقافلة قريش قد أقبلت من الشام إلى مكة ،وقد كان يقودها أبا سفيان بن حرب مع رجال لا يزيدون عن الأربعين . وقدأراد الرسول عليه الصلاة والسلام الهجوم على القافلة والاستيلاء عليها ردالما فعله المشركون عندما هاجر المسلمون إلى المدينة ، وقال لأصحابه : "هذه عير قريش فيها أموالهم فاخرجوا إليها " .
كان ذلك فيالثالث من شهر رمضان في السنة الثانية للهجرة ، وقد بلغ عدد المسلمينثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا ، ومعهم فرسان وسبعون بعيرا . وترك الرسول عليهالصلاة والسلام عبد الله بن أم مكتوم واليا على المدينة . لما علم أبوسفيان بأمر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أرسل ضمضم بن عمرو الغفاريإلى أهل مكة يطلب نجدتهم . ولم وصل ضمضم إلى أهل قريش صرخ فيهم قائلا : "يا معشر قريش ، أموالكم مع أبي سفيان عرض لها محمدا وأصحابه لا أرى أنتدركوها " . فثار المشركون ثورة عنيفة ، وتجهزوا بتسعمائة وخمسين رجلامعهم مائة فرس ، وسبعمائة بعير .
جاءت الأخبار إلى رسول اللهصلى الله عليه وسلم أن قافلة أبي سفيان قد غيرت اتجاه طريقها ، وأنهسيصلها غدا أو بعد غد . فأرسل أبو سفيان لأهل مكة بأن الله قد نجى قافلته، وأنه لا حاجة للمساعدة . ولكن أبا جهل ثار بغضب وقال : " والله لا نرجعحتى نرد بدرا "
جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه وقاللهم : إن الله أنزل الآية الكريمة التالية : (( و إذ يعدكم الله إحدىالطائفتين أنهما لكم و تودون أنّ غير ذات الشوكة تكون لكم و يريد الله أنيحق الحق بكلماته و يقطع دابر الكافرين ))
فقام المقداد بنالأسود وقال : " امض يا رسول الله لما أمرك ربك ، فوالله لا نقول لك كماقالت بنو إسرائيل لموسى : (( قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبداً ما دامواليها فاذهب أنت و ربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ))
ولكن نقول لك : اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون . فأبشر الرسول عليه الصلاة والسلام خيرا ، ثم قال :
" أشيروا علي أيها الناس ( يريد الأنصار ) . " فقام سعد بن معاذ وقال :
"يا رسول الله ، آمنا بك وصدقناك وأعطيناك عهودنا فامض لما أمرك الله ،فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منارجل واحد" فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : " أبشروا ، والله لكأني أنظرإلى مصارع القوم " .
وصل المشركون إلى بدر ونزلوا العدوةالقصوى ، أما المسلمون فنزلوا بالعدوة الدنيا . وقام المسلمون ببناء عريشللرسول صلى الله عليه وسلم على ربوة ، وأخذ لسانه يلهج بالدعاء قائلا : "اللهم هذه قريش قد أتت بخيلائها تكذب رسولك ، اللهم فنصرك الذي وعدتني ؟اللهم إن تهلك هذه العصابة اليوم فلن تعبد في الأرض " . وسقط ردائه صلىالله عليه وسلم عن منكبيه ، فقال له أبو بكر : " يا رسول الله ، إن اللهمنجز ما وعدك ".
قام المسلمون بردم بئر الماء - بعد أن استولواعليه وشربوا منه - حتى لا يتمكن المشركون من الشرب منه . وقبل أن تبدأالمعركة ، تقدم ثلاثة من صناديد قريش وهم : عتبة بن ربيعة ، وأخوه شيبة ،وولده الوليد يطلبون من يبارزهم من المسلمين . فتقدم ثلاثة من الأنصار ،فصرخ الصناديد قائلين : " يا محمد ، أخرج إلينا نظراءنا من قومنا من بنيعمنا" فقدم الرسول عليه الصلاة والسلام عبيدة بن الحارث ، وحمزة بن عبدالمطلب ، وعلي بن أبي طالب . فبارز حمزة شيبة فقتله ، وبارز علي الوليدفقتله ، وبارز عبيدة عتبة فجرحا بعضهما ، فهجم حمزة وعلي على عتبة فقتلاه. واشتدت رحى الحرب ، وحمي الوطيس . ولقد أمد الله المسلمين بالملائكةتقاتل معهم . قال تعالى : (( بلى إن تصبروا و تتقوا و يأتوكم من فورهم هذايمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين ))وهكذا انتهت المعركة بنصرالمسلمين وهزيمة المشركين ، حيث قتل من المشركين سبعون وأسر منهم سبعونآخرون . أما شهداء المسلمين فكانوا أربعة عشر شهيدا . ولقد رمى المسلمونجثث المشركين في البئر ، أما الأسرى فقد أخذ الرسول صلى الله عليه وسلمأربعة آلاف 4000 درهم عن كل أسير امتثالا لمشورة أبي بكر ، أما من كان لايملك الفداء فقد أعطه عشرة من غلمان المسلمين يعلمهم القراءة والكتابة .وهكذا انتصر المسلمون انتصارا عظيما بإيمانهم على المشركين الذين كفروابالله ورسوله .
غزوة أحد
شعرتقريش بمرارة الهزيمة التي لقيتها في حربها مع المسلمين في بدر ، وأرادت أنتثأر لهزيمتها ، حيث استعدت لملاقاة المسلمين مرة أخرى ليوم تمحو عنهاغبار الهزيمة .
ذهب صفوان بن أمية ، وعكرمة بن أبي جهل ، وعبدالله بن ربيعة إلى أبي سفيان يطلبون منه مال القافلة ليتمكنوا من تجهيزالجيش ، ولقد كان ربح القافلة ما يقارب الخمسين ألف دينار ، فوافق أبوسفيان على قتال المسلمين ، وراحوا يبعثون المحرضين إلى القبائل لتحريضالرجال .
اجتمع من قريش ثلاثة آلاف مقاتل مستصحبين بنساء يحضن الرجال عند حمي الوطيس .
وخرج الجيش حتى بلغ مكان ( ذو الحليفة ) قريبا من أحد .
سمعرسول الله صلى الله عليه وسلم تقدم المشركين إليهم فاستشار أصحابه ، فقالالشيوخ : نقاتل هنا ، وقال الرجال : نخرج للقائهم . فأخذ النبي صلى اللهعليه وسلم برأي الرجال . لبس النبي صلى الله عليه وسلم حربته وخرج يريدلقاء المشركين ، فخرج من المدينة ألف رجل ، انسحب عبد الله بن أبي المنافقبثلث الجيش قائلا : ما ندري علام نقتل أنفسنا ؟
عسكر المسلمونعند جبل أحد ، ووضع الرسول عليه الصلاة والسلام خطة محكمة ، وهي أنه وضعخمسين رجلا على الجبل قادهم عبد الله بن جبير ، وأمرهم الرسول عليه الصلاةوالسلام بعدم التحرك سواء في الفوز أو الخسارة .
وبدأت المعركة، وقاتل حمزة بن عبد المطلب قتال الأبطال الموحشين ، وكاد جبير بن مطعم قدوعد غلامه وحشيا أن يعتقه إن هو قتل حمزة . يقول وحشي :
خرجتأنظر حمزة أتربصه حتى رأيته كأنه الجمل الأورق يهد الناس بسيفه هدا ،فهززت حربتي ، حتى إذا رضيت عنها دفعتها إليه فوقعت في أحشائه حتى خرجت منبين رجليه ، وتركته وإياها حتى مات . لقد كان استشهاد حمزة نكبة عظيمة علىالمسلمين ، إلا إنهم قاوموا وصمدوا أمام قتال المشركين . ولقد قاتل مصعببن عمير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قتل ، وراح قاتله يجري إلىقومه يخبرهم أنه قتل محمدا. وراحت قريش تجر أذيال الهزيمة ثانية ، حيث أناللواء قد سقط على الأرض تطأه الأقدام .
رأى الرماة من فوقالجبل هزيمة المشركين ، وقال بعضهم : ما لنا في الوقوف حاجة . ونسوا وصيةالرسول صلى الله عليه وسلم لهم ، فذكرهم قائدهم بها ، فلم يكترثوا بمقولته، وسارعوا إلى جمع الغنائم . لاحظ خالد بن الوليد نزول الرماة ، فانطلق معبعض المشركين والتفوا حول الجبل ، وفاجئوا المسلمين من الخلف ، فانبهرالمسلمون وهرعوا مسرعين هاربين . وارتفعت راية المشركين مرة أخرى ، فلمارآها الجيش عاودوا هجومهم . ولقد رمى أحد المشركين حجرا نحو الرسول صلىالله عليه وسلم ، فكسرت رباعية الرسول عليه الصلاة والسلام ، كما أنه وقعفي حفرة كان أبو عامر الراهب قد حفرها ثم غطاها بالقش والتراب ، فشج رأسالنبي صلى الله عليه وسلم ، وأخذ يمسح الدم قائلا : كيف يفلح قوم خضبواوجه نبيهم وهو يدعوهم إلى ربهم !
نادى الرسول في أصحابه قائلا: هلموا إلي عباد الله .. هلموا إلي عباد الله . فاجتمع ثلاثون من صحابةرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجمع جيشه ونظمه ، ولحق بالمشركين ليقلبنصرهم هزيمة وفرحهم عزاء . فلما ابتعدوا أكثر فأكثر .. تركهم وعاد للمدينة.
وهكذا ، أدركنا أن من خالف أمر الرسول صلى الله عليه وسلم ،فلا يحسبن نفسه ناج من مصيره إلا إذا شمله الله برحمته التي وسعت كل شيءعلما .
غزوة الخندق(الأحزاب)
عقديهود بني النضير على الانتقام من النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الذينأخرجوهم من ديارهم من المدينة ، وجعلوا همهم على أن يجعلوا جبهة قويةتتصدى أمام الرسول وأصحابه .
انطلق زعماء بني النضير إلى قريشيدعوهم إلى محاربة المسلمين ، فنجحوا في عقد اتفاق بينهما . ولم يكتف بنوالنضير بتلك الاتفاقية ، وإنما انطلقوا أيضا إلى بني غطفان يرغبوهم فيالانضمام إليهم وإلى قريش ، وأغروهم بثمار السنة من نخيل خيبر إذا تمالنصر بنجاح .
وهكذا انطلق جيش قوامه عشرة آلاف مقاتل يقودهم أبو سفيان بن حرب ، وذلك في السنة الخامسة من الهجرة من شهر شوال .
لماعلم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بالأمر ، استشار أصحابه وقادته فيالحرب ، فأشار عليه سلمان الفارسي بحفر خندق في مشارف المدينة ، فاستحسنالرسول والصحابة رأيه ، وعملوا به . كما أن يهود بني قريظة مدوا لهم يدالمساعدة من معاول ومكاتل بموجب العهد المكتوب بين الطرفين .
كانالرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه يتفقدون سير العمل ، فوجدوا صخرة كبيرةكانت عائقا أمام سلمان الفارسي ، حيث كسرت المعاول الحديدية ، فتقدمالرسول الكريم من الصخرة وقال : " باسم الله " فضربها فتصدعت وبرقت منهابرقة مضيئة
فقال : " الله أكبر .. قصور الشام ورب الكعبة " ثمضرب ضربة أخرى ، فبرقت ثانية ، فقال : " الله أكبر .. قصور فارس وربالكعبة " . واستطاع المسلمون إنهاء حفر الخندق بعد مدة دامت شهرا من البردوشظف العيش .
بدت طلائع جيوش المشركين مقبلة على المدينة من جهة جبل أحد ، ولكنهم فوجئوا بوجود الخندق ، حيث أنهم ما كانوا متوقعين هذه المفاجأة .
لميجد المشركون سبيلا للدخول إلى المدينة ، وبقوا ينتظرون أياما وليالييقابلون المسلمين من غير تحرك ، حتى جاء حيي بن أخطب الذي تسلل إلى بنيقريظة ، وأقنعهم بفسخ الاتفاقية بين بني قريظة والمسلمين ، ولما علمالرسول عليه الصلاة والسلام بالأمر أرسل بعض أصحابه ليتأكد من صحة ما قيل، فوجده صحيحا . وهكذا أحيط المسلمون بالمشركين من كل حدب وصوب ، إلا أنالرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه لم ييأسوا من روح الله ، لأنهم كانواعلى يقين بأن عين الله ترعاهم .
استطاع عكرمة بن أبي جهل وعددمن المشركين التسلل إلى داخل المدينة ، إلا أن عليا كان لهم بالمرصاد ،فقُتل من قُتل ، وهرب من هرب ، وكان من جملة الهاربين عكرمة .
وأخيرا، جاء نصر الله للمؤمنين . فقد تفككت روابط جيش المشركين ، وانعدمت الثقةبين أطراف القبائل ، كما أرسل الله ريحا شديدة قلعت خيامهم ، وجرفت مؤنهم، وأطفأت نيرانهم ، فدب الهلع في نفوس المشركين ، وفروا هاربين إلى مكة .
وحينأشرق الصبح ، لم يجد المسلمون أحدا من جيوش العدو الحاشدة ، فازدادواإيمانا ، وازداد توكلهم على الله الذي لا ينسى عباده المؤمنين .
وهكذا، لم تكن غزوة الأحزاب هذه معركة ميدانية وساحة حرب فعلية ، بل كانت معركةأعصاب وامتحان نفوس واختبار قلوب ، ولذلك أخفق المنافقون ونجح المؤمنون فيهذا الابتلاء . ونزل قول الله تعالى : (( من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلاًليجزي الله الصادقين بصدقهم و يعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم إنالله كان غفوراً رحيماً و ردّ الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيراً وكفى الله المؤمنين القتال و كان الله قوياً عزيزاً و أنزل الله الذينظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم و قذف في قلوبهم الرعب فريقاً تقتلون وتأسرون فريقاً ))
غزوة تبوك
بعدفتح مكة ودخول الحجاز كلها في الإسلام ، خشي العرب التابعون للروم منالمسلمين في بلاد الشام من قوة الإسلام . فقرر الروم غزو المسلمين .وجهزوا جيشاً كبيراً عسكروا جنوب بلاد الشام .
وصلت الأخبار إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ، فدعا إلى تجهيز جيش قوي يصد غزو الروم .
وكانالرسول صلى الله عليه وسلم يعلم أن الظروف التي يمر بها صعبة ، وأن الأيامأيام قيظٍ وقحط . فبعث الرجال يحثون القبائل على الاشتراك في الجيش ، وحثالأغنياء على أن يجودوا بمالهم ، فتبرع عثمان بن عفان بعشرة آلاف ديناروتسعمائة بعيرٍ ، ومائة فرس.كما تبرع أبو بكرٍ الصديق بكل ماله . وتبرععبد الرحمن بن عوف بأربعين ألف دينار . وتبرعت النساء بحليهن وزينتهن منالذهب .
و تحرك جيش المسلمين إلى تبوك في شهر رجب من العامالتاسع بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وكان عددهم ثلاثين ألفاًتقريباً . و أعطى الرسول صلى الله عليه وسلم اللواء لأبي بكرٍ الصديق .وعسكر النبي صلى الله عليه وسلم بجيشه في ثنية الوداع . وكان الحر شديداًللغاية ، وعانى المسلمون من عسرة الماء والزاد ، حتى اضطروا لذبح إبلهموإخراج ما في كروشها فيعصرونه ويشربونه . لذلك سميت الغزوة بغزوة العسرة .
وقضىالمسلمون في تبوك حوالي عشرين يوماً ، ولكن لم يجدوا هناك أحداً من الرومالذين رجعوا من حيث أتوا ، حينما علموا بمسير الجيش المسلم الذي يؤثرالموت على الحياة .
واستشار الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابهفي مجاوزة تبوك إلى ما هو أبعد منها من ديار الشام . فأشار عليه الفاروقعمر بالعودة إلى المدينة . فاستحسن الرسول صلى عليه وسلم رأيه وعادوا إلىالمدينة حامدين شاكرين .
فتح مكة
بعد صلح الحديبية انضمت قبيلة بكر لقريش ، وانضمت قبيلة خزاعة لحلف المسلمين .
وكانبين بني بكرٍ وقبيلة خزاعة ثارات في الجاهلية ودماء ، وذات يومٍ تعرضتقبيلة خزاعة لعدوانٍ من قبيلة بكر الموالية لقريش ، وقتلوا منهم نحو عشرينرجلاً . ودخلت خزاعة الحرم للنجاة بنفسها ، ولكن بني بكرٍ لاحقوهم وقتلوامنهم في الحرم . فجاء عمرو بن سالم الخزاعي الرسول صلى الله عليه وسلميخبرهم بعدوان قبيلة بكرٍ عليهم ، وأنشد الرسول صلى الله عليه وسلم شعراً :
يا رب إني نـاشد محمداً حلف أبـينا وأبيه الأتلدا إنه قريشٌ أخلفوك المـوعدا ونقضوا ميثاقك المؤكدا فانصر رسول الله نصراً أعتدا وادع عباد الله يأتوا مدداً فقالله رسول الله عليه وسلم : " نصرت يا عمرو بن سالم ، والله لأمنعنكم مماأمنع نفسي منه " . ودعا الله قائلاً " اللهم خذ العيون والأخبار عن قريشحتى نبغتها في بلادها ".
وندمت قريش على مساعدتها لبني بكرٍ ،ونقضها للعهد ، فأرسلت أبا سفيانٍ إلى المدينة ليصلح ما فسد من العهد ،ولكنه عاد خائباً إلى مكة .
وأخذ رسول الله عليه وسلم يجهز الجيش للخروج إلى مكة . فحضرت جموعٌ كبيرة من القبائل .
ولكنحدث شيءٌ لم يكن متوقعاً من صحابي . وهو أن الصحابي حاطب بن أبي بلتعة كتبكتاباً بعث به إلى قريشٍ مع امرأة ، يخبرهم بما عزم عليه رسول الله عليهوسلم ، وأمرها أن تخفي الخطاب في ضفائر شعرها حتى لا يراها أحدٌ . فإذاالوحي ينزل على رسول الله عليه وسلم بما صنع حاطب ، فبعث الرسول صلى اللهعليه وسلم علي بن أبي طالب والزبير بن العوام ليلحقا بالمرأة . وتم القبضعليها قبل أن تبلغ مكة ، وعثرا على الرسالة في ضفائر شعرها .
فلماعاتب النبي صلى الله عليه وسلم حاطباً اعتذر أنه لم يفعل ذلك ارتداداً عندينه ، ولكنه خاف إن فشل رسول الله عليه وسلم على أهله والذين يعيشون فيمكة .
فقال عمر : " يا رسول الله ، دعني أضرب عنق هذا المنافق " . فقال رسول الله عليه وسلم:
" إنه قد شهد بدراً ، وما يدريك لعل الله قد اطلع على من شهد بدراً فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم " .
وكانحاطب ممن حارب مع رسول الله عليه وسلم في غزوة بدر . فعفا عنه ، وتحرك جيشالمسلمين بقيادة رسول الله عليه وسلم إلى مكة في منتصف رمضان من السنةالثامنة للهجرة . وبلغ عددهم نحو عشرة آلاف مقاتل . ووصلوا " مر الظهران "قريباً من مكة ، فنصبوا خيامهم ، وأشعلوا عشرة آلاف شعلة نار . فأضاءالوادي .
وهناك تقابل العباس بن عبد المطلب وأبو سفيان . فأخذهالعباس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال له الرسول عليه الصلاةوالسلام : " ويحك يا أبا سفيانٍ أما آن لك
أن تعلم أن لا إله إلا الله ؟ " .
فقال العباس : " والله لقد ظننت أن لو كان مع الله غيره لقد أغنى عني شيئاً بعد " .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ويحك ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله ؟ "
فقال : " أما هذه فإن في النفس منها حتى الآن شيئاً " .
وبعدحوارٍ طويلٍ دخل أبو سفيانٍ في الإسلام . وقال العباس : " إن أبا سفيانٍيحب الفخر فاجعل له شيئاً . فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : " من دخلدار أبي سفيانٍ فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن ومن أغلق بابه فهو آمن " .
وأرادالرسول صلى الله عليه وسلم أن يري أبا سفيانٍ قوة المسلمين ، فحبسه عندمضيق الجبل . ومرت القبائل على راياتها ، ثم مر رسول الله صلى عليه وسلمفي كتيبته الخضراء. فقال أبو سفيان : ما لأحدٍ بهؤلاء من قبل ولا طاقة .
ثمرجع أبو سفيانٍ مسرعاً إلى مكة ، ونادى بأعلى صوته : " يا معشر قريش ، هذامحمدٌ قد جاءكم فيما لا قبل لكم به . فمن دخل داري فهو آمن ، ومن أغلقعليه بابه فهو آمن ، ومن دخل المسجد فهو آمن ". فهرع الناس إلى دورهم وإلىالمسجد . وأغلقوا الأبواب عليهم وهم ينظرون من شقوقها وثقوبها إلى جيشالمسلمين ، وقد دخل مرفوع الجباه . ودخل جيش المسلمين مكة في صباح يومالجمعة الموافق عشرين من رمضان من السنة الثامنة للهجرة .
ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة من أعلاها وهو يقرأ قوله تعالى : (( إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً ))
واستسلمت مكة ، وأخذ المسلمون يهتفون في جنبات مكة وأصواتهم تشق عناء السماء : الله أكبر .. الله أكبر .
وتوجهرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحرم ، وطاف بالكعبة ، وأمر بتحطيمالأصنام المصفوفة حولها . وكان يشير إليها وهو يقول : (( و قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً ))
وبعد أن طهرت الكعبة من الأصنام أمر النبي عليه الصلاة والسلام بلالاً أن يؤذن فوقها .
ثمقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا معشر قريش ، ما ترون أني فاعلبكم ؟ " قالوا : " خيراً . أخٌ كريمٌ وابن أخٍ كريم " . فقال عليه الصلاةوالسلام : " اذهبوا فأنتم الطلقاء".
فما أجمل العفو عندالمقدرة ، وما أحلى التسامح والبعد عن الانتقام . ولننظر ما فعل الغالبونبالمغلوبين في الحربين العالميتين في قرننا هذا ، قرن الحضارة كما يقولون، لنعلم الفرق ما بين الإسلام والكفر .
وهكذا ارتفعت راية الإسلام في مكة وما حولها ، وراح الناس ينعمون بتوحيد الله .
غزوة خيبر
ماكاد رسول الله عليه وسلم يعود من صلح الحديبية ، ويستريح بالمدينة شهراًمن الزمن حتى أمر بالخروج إلى خيبر . فقد كان يهود خيبر يعادون المسلمينوقد بذلوا جهدهم في جمع الأحزاب في غزوة الخندق لمحاربة المسلمين .
وخرجرسول الله عليه الصلاة والسلام في مطلع العام السابع الهجري في جيش تعدادهألف وستمائة رجلٍ . وكانت خيبر محصنةً تحصيناً قوياً فيها ثمانية حصونٍمنفصلٌ بعضها عن بعض .وكان يهود خيبر من أشد الطوائف اليهودية بأساًوأكثرها وأوفرها سلاحاً .
والتقى الجمعان واقتتلوا قتالاً شديداً . واليهود يستميتون في الدفاع عنها . واستمر التراشق بينهم ست ليالٍ .
وفيالليلة السابعة وجد عمر بن الخطاب يهودياً خارجاً من الحصون فأسره وأتى بهالرسول عليه الصلاة والسلام . فقال اليهودي : إن أمنتموني على نفسي أدلكمعلى أمرٍ منه نجاحكم. فقالوا : قد أمناك فما هو ؟ فقال الرجل : إن أهل هذاالحصد قد أدركهم اليأس وسيخرجون غداً لقتالكم . فإذا فتح عليكم هذا الحصدفسألوكم على بيت فيه منجنيق ودروع وسيوف يسهل عليكم بها فتح بقية الحصون.وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لأعطين الراية غدا رجلا يفتح اللهعليه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ))
فبات الناس ليلتهمكل منهم يتمنى أن يعطاها . فلما أصبح الصباح قال : " أين علي بن أبي طالب" ؟ فقالوا : هو يا رسول الله يشتكي عينيه . فدعاه ، فبصق رسول الله صلىالله عليه وسلم في عينيه ودعا له فبرأ بإذن الله ، فأعطاه الراية وقال له: " والله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم " .
ولماذهب علي بن أبي طالب إليهم خرج مرحب اليهودي يختال في سلاحه فقتله . وأحاطالمسلين بالحصون ، وحمل المسلمون عليهم حملة صادقة . فسقطت حصونهم حصنابعد حصن . واستولى اليأس على اليهود وطلبوا من النبي صلى الله عليه وسلمالصلح على أن يحقن دماءهم ، فقبل الرسول عليه الصلاة والسلام ، وصارتأرضهم لله ولرسوله وللمسلمين .
وهكذا استولى المسلمون على خيبر ، وغنموا منها العديد من السلاح والمتاع .
وقد قتل من اليهود في هذه الغزوة ثلاثة وتسعون رجلا واستشهد من المسلمين خمسة عشر رجلا .
وكانمن بين ما غنم المسلمون منهم عدة صحف من التوراة ، فطلب اليهود ردها فردهاالمسلمون إليهم . ولم يصنع الرسول عليه الصلاة والسلام ما صنع الرومانحينما فتحوا أورشليم وأحرقوا الكتب المقدسة فيها ، وداسوها بأرجلهم ، ولاما صنع التتار حين أحرقوا الكتب في بغداد وغيرها .
غزوة مؤتة
فيشهر جمادى الأولى من السنة الثامنة للهجرة جهز رسول الله عليه وسلم جيشاًللقصاص ممن قتلوا الحارث بن عمير الذي كان رسول الله عليه وسلم قد بعثهإلى أمير بصرى داعياً له إلى الإسلام .
وأمر على الجيش زيد بنحارثة ، وقال عليه الصلاة والسلام : " إن أصيب زيدٌ فجعفر بن أبي طالب ،وإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة ، فإن أصيب عبد الله فخالد بن الوليد" .
وانطلقالجيش وبلغ عددهم ثلاثة آلافٍ من المهاجرين والأنصار . وأوصاهم الرسولعليه الصلاة والسلام بأن لا يقتلوا امرأةً ولا صغيراً ، ولا شيخاً فانياًولا تقطعوا شجراً ولا تهدموا بناءً .
ووصل الجيش إلى مكان يدعى " معان " في أرض الشام . وكان هرقل قد حشد مائتي ألف مقاتل لقتال المسلمين .
والتقىالجيشان غير المتكافئين عدداً أو عدة . وقاتل المسلمون قتال الأبطال .وصمدوا أمام هذا الجيش الضخم . وقاتل زيد بن حارثة حامل اللواء حتى استشهد، فتولى القيادة جعفر بن أبي طالب ، وحمل اللواء بيمينه فقطعت ، ثم حملهبشماله فقطعت ، فاحتضنه بعضديه حتى ضربه رجلٌ من الروم فاستشهد ، فسمي بذيالجناحين حيث أبدله الله بيديه جناحين يطير بهما في الجنة حيث يشاء .
ثمأخذ الراية عبد الله بن رواحة وقاتل حتى استشهد . فأخذ الراية خالد بنالوليد . واستعمل دهاءه الحربي ، حتى انحاز بالجيش ، وأنقذه من هزيمةمنكرة كادت تقع . فانتهز خالد فرصة قدوم الليل فغير نظام الجيش ، فجعلميمنة الجيش ميسرة ، وميسرته ميمنة ، كما جعل مقدمة الجيش في المؤخرة ،ومؤخرة الجيش في المقدمة .
فلما أطل الصباح ، أنكرت الروم ماكانوا يعرفون من راياتهم ، وسمعوا من الجلبة وقعقعة السلام ، فظنوا أنهمقد جاءهم مدد . فرعبوا وانكشفوا ، وما زال خالد يحاورهم ويداورهم ،والمسلمون يقاتلونهم أثناء انسحابهم بضعة أيامٍ حتى خاف الروم أن يكون ذلكاستدراجاً لهم إلى الصحراء . فتوقف القتال .
وهكذا تبدلت هزيمةجيش المسلمين إلى نصرٍ . وأي نصرٍ أكبر من صمود جيشٍ يبلغ عدده ثلاثة آلافمقاتلٍ أمام جيشٍ عدده مائتا ألف مقاتلٍ .
وإنه لشيءٌ نادرٌ أنيقف جنديٌ واحدٌ أمام سبعين من الجنود المحملين بالسلاح ، ولكن قوةالإيمان هي التي جعلت المسلمين يصمدون أمام جيش العدو .
غزوة حنين
بعد أن فتح المسلمون مكة ، انزعجت القبائل المجاورة لقريش من انتصار المسلمين على قريش.
وفزعتهوازن و ثقيف من أن تكون الضربة القادمة من نصيبهم . وقالوا لنغز محمداًقبل أن يغزونا . واستعانت هاتان القبيلتان بالقبائل المجاورة ، وقرروا أنيكون مالك بن عوف سيد بني هوازن قائد جيوش هذه القبائل التي ستحاربالمسلمين . وأمر رجاله أن يصطحبوا معهم النساء والأطفال والمواشي والأموالويجعلوهم في آخر الجيش ، حتى يستميت الرجال في الدفاع عن أموالهم وأولادهمونسائهم .
لما علم الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك خرج إليهممع أصحابه وكان ذلك في شهر شوال من العام الثامن للهجرة . وكان عددالمسلمين اثني عشر ألفاً من المجاهدين . عشرة آلف من الذين شهدوا فتح مكة، وألفان ممن أسلموا بعد الفتح من قريش .
ونظر المسلمون إلى جيشهم الكبير فاغتروا بالكثرة وقالوا لن نغلب اليوم من قلة .
وبلغ العدو خبر خروج المسلمين إليهم فأقاموا كميناً للمسلمين عند مدخل وادي أوطاس ( قرب الطائف ) وكان عددهم عشرين ألفاً .
وأقبلالرسول صلى الله عليه وسلم في أصحابه حتى نزلوا بالوادي . وكان الوقت قبيلالفجر ، والظلام يخيم على وادي حنين السحيق . وفوجئ المسلمون بوابل منالسهام تنهال عليهم من كل مكان . فطاش صوابها ، واهتزت صفوفهم ، وفر عددٌمنهم .
ولما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم هزيمة المسلمين نادى فيهم يقول :
أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب وأمرالرسول صلى الله عليه وسلم العباس أن ينادي في الناس ، فقال : يا معشرالأنصار، ويا معشر المهاجرين ، يا أصحاب الشجرة . فحركت هذه الكلمات مشاعرالإيمان والشجاعة في نفوس المسلمين ، فأجابوه : لبيك يا رسول الله لبيك .
وانتظمالجيش مرةً أخرى ، واشتد القتال . وأشرف الرسول صلى الله عليه وسلم علىالمعركة . وما هي إلا ساعة حتى انهزم المشركون ، وولوا الأدبار تاركينالنساء والأموال والأولاد . وأخذ المسلمون ينهمكون في تكثيف الأسرى وجمعالغنائم . وبلغ عدد الأسرى من الكفار في ذلك اليوم ستة آلاف أسير .
وهكذا تحولت الهزيمة إلى نصر بإذن الله تعالى .
وكانتحنين درساً استفاد منه المسلمون . فتعلم المسلمون أن النصر ليس بكثرةالعدد والعدة . وأن الاعتزاز بذلك ليس من أخلاق المسلمين . ومرت الأيامفإذا بوفد من هوازن يأتي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يعلن ولاءهللإسلام ، وجاء وفد من ثقيف أيضاً يعلن إسلامه . وأصبح الذين اقتتلوابالأمس إخواناً في دين الله ... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
| |
|