تولى الخلافة في دمشق مكملآ رسالة الدولة الاموية في نشر الإسلام وكانت أيامه أيام فتوحات وغزوات ، أعظمها حرب الجراح الحكمي في بلاد ما وراء النهر مع الترك واللان وأنتصر عليهم، وكان يزيد بن عبد الملك من أصحاب المروءات مع إفراط في طلب الملذات ، فقد هام حبا بجاريتين من جواريه ، إحداهما تدعى (حبابة) والأخرى تسمى (سلامة) وقد تتيم بحب حبابة وبنى لها قصرا جميلا بدمشق وزينة وجهزه بافضل الزينة واشتهرت قصة حبابة ايما شهرة في التاريخ ومات بعد موتها بأيام يسيرة يقال سبعة عشر يوما, ولا يعلم خليفة مات عشقا غيره. وقد ذكرت روايات غير مؤكده عنه بما لايليق بسبب عشقه للجاريات والى ماذلك غير ان بعض المؤرخين ومنهم المؤرخ ابن تغرى بردي صاحب كتاب ( النجوم الزاهرة) يرفضون هذه الروايات ويردونها إلى نقمة العباسيين المتمردين على الأمويين وخاصة في هذه الفتره من أواخر حكم الأمويين، وانها مدسوسة ومغرضة.
خطب يزيد بن عبد الملك بالناس قائلا ( ايها الناس انه لاطاعة لمخلوق في معصية الخالق انما الطاعة لله فمن اطاع الله اطيعوه ما اطاع فأذا عصى أو دعي إلى معصية فهذا أهل ان يعصى ولايطاع أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ). وقد ارسل في نفس هذه السنة إلى من كان تحت إمرته في العراق ( يوسف بن عمر ) وأحضره إلى دمشق وعندما وقف أمامه وبين يديه وكان ذو لحية طويلة فأخذ بلحيته ووبخه وانبه وعزله من منصبة بسبب عدم عدله وبسبب حنقه على اليمانية وهم قوم خالد بن عبد الله القسري، وهذا التصرف وهذه الخطبة ليزيد بن عبد الملك دلالة على عدالته في الحكم، ونزاهته وبعده عن الشبهات .
وفاته
يقال بانه مات وعمره أربعة وثلاثون عاما وفي روايات أخرى غير ذلك ودام حكمه أربعة سنوات ونيف من الأشهر قيل إنه مات بحوران ونقل إلى دمشق وصلى عليه ابنه الوليد وكان عمره خمسة عشر عاما وأخوه هشام بن عبد الملك وتذكر الروايات إنه حمل على أعناق الرجال ودفن بين باب الجابية في دمشق.