تحت قسوة المرض كثيرا ما يضعف الإنسان وينساق وراء تحذيرات
الأطباء ويغفل عن جوانب إيمانية كثيرة لا ينبغي أن تغيب عنه حتي وهو يعيش
أقسي الظروف الصحية والنفسية.
واجب الإنسان أن يسلم أمره
لله سبحانه وتعالي بعد أن يأخذ بالأسباب وأن يرضي بما يقدره الله له وأن
يصبر علي معاناته وآلامه وأن يتذكر دائما حديث رسول الله صلي الله عليه
وسلم "ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذي ولا غم حتي
الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه".
واجب المسلم أن
يسعي وأن يأخذ بالأسباب ثم يترك النتائج علي الله وحده وأن يتوكل عليه
ويستعين به ليقوي إيمانه ويتخلص من ضعفه وهمومه.. ففي التوكل علي الله
والتسليم بقضائه وقدره والرضا بكل ما يقدره اطمئنان وأمان فالله هو الخالق
القادر وهو القائل: "ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب
من قبل أن نبرأها إن ذلك علي الله يسير لكيلا تأسوا علي ما فاتكم ولا
تفرحوا بما آتاكم".
هذا البيان يريح النفوس ويطمئن القلوب
فالإيمان بقدر الله يجعل الناس يسلمون أمورهم لله لأنه وحده هو المدبر
والمتصرف في كونه متي شاء. وفي ظل هذا الإيمان لا ينبغي أن يخاف الإنسان
علي رزقه أو أجله.
يقول ابن عباس رضي الله عنهما: كنت خلف
النبي صلي الله عليه وسلم يوما أي علي دابته فقال لي: "يا غلام إني أعلمك
كلمات: احفظ الله يحفظك. احفظ الله تجده تجاهك. إذا سألت فاسأل الله وإذا
استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت علي أن ينفعوك بشئ لن ينفعوك
إلا بشئ قد كتبه الله لك. وإن اجتمعوا علي أن يضروك بشئ لن يضروك إلا بشئ
قد كتبه الله عليك. رفعت الأقلام وجفت الصحف".