برهنت أمريكا اللاتينية مع نهاية دور المجموعات في مونديال 2010 بجنوب أفريقيا على أفضليتها مقارنة بأوروبا، التي تتحسر حاليا على خروج إيطاليا بطلة النسخة الماضية من المونديال، ووصيفها منتخب فرنسا "المهلهل" الذي أقصي من البطولة بعد سلسلة من الفضائح والمشكلات.
وتأتي كل من البرازيل والأرجنتين على رأس "أبطال الأمريكتين" الذين نجحوا في الصعود لثمن النهائي بجوار أوروجواي وباراجواي والولايات المتحدة والمكسيك وتشيلي، في حين كانت هندوراس هي الوحيدة من دول القارتين التي خرجت من الدور الأول.
واحتاجت المنطقة، التي تشارك في المونديال منذ كأس العالم 1998 بثمانية فرق بعدما قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) رفع عدد المشاركين في البطولة إلى 32 فريق، إلى 12 عاما لتخطي رقم خمسة منتخبات متأهلة منها إلى دور الـ16.
وأكثر ما يضفي على الأمر إثارة كبيرة هو احتمالية وجود "نهائي الأحلام" بين راقصي التانجو والسامبا، ذلك لأنهما لن يلتقيا في البطولة إلا إذا نجحا في الوصول لآخر مبارياتها لتحديد بطل العالم 2010.
وكان آخر نهائي لاتيني خالص هو ذلك الذي جرى بين أوروجواي والبرازيل في 1950 بملعب ماراكانا الأسطوري في ريو دي جانيرو، حيث فازت الأولى حينها على أصحاب الأرض بنتيحة 2-1.
وإذا ما نجحت أي دولة من الأمريكتين في الفوز بالبطولة سيعني هذا التفوق في عدد الألقاب حيث أن في جعبتها حالية تسعة ألقاب مثل أوروبا.
وتعد البرازيل الدولة الوحيدة التي شاركت في جميع نسخ كأس العالم وتأهلت في أغلبها إلى دور الـ16 ، حيث شاركت في سبع مباريات نهائية وفازت باللقب خمسة مرات في 1958 و1962 و1970 و1994 و2002.
ويعيب البعض على البرازيل في هذا المونديال غياب "اللعب الجميل" وهو ما كان واضحا الجمعة في مباراتها مع البرتغال، وإن كان جزء من تألق السامبا قد ظهر في مباراة كوت ديفوار التي نجحت خلالها في الفوز على الأفيال بنتيجة 3-1 بعد مواجهة مثيرة.
ومن ناحية أخرى فإن الأرجنتين تكمل بمونديال 2010 مشاركتها العاشرة على التوالي حيث نجحت خلال هذه النسخ في الوصول لدور الـ16. وتأهلت إجمالا للنهائي أربع مرات، حيث توجت باللقب على حساب هولندا في 1978 وألمانيا في 1986 ولكنها سقطت أمام أوروجواي في 1930 وألمانيا في 1990.
ويكمل راقصو التانجو رحلتهم في جنوب أفريقيا وهم مسلحون بحضور نجمهم ليونيل ميسي ومدربهم الأسطورة دييجو أرماندو مارادونا الذي شارك في أربع مونديالات كلاعب أعوام 1982 و1986 و1990 و1994.
وتعتبر أوروجواي أبرز المنتخبات اللاتينية العائدة "بقوة" للمونديال حيث تأهلت إلى دور الـ16 دون هزيمة متصدرة مجموعتها، بعد أن غابت عن دور الـ16 منذ نسخة 1990 التي تأهلت خلالها إلى ثمن النهائي بين أحسن ثوالث ولكنها سقطت أمام إيطاليا صاحبة الأرض بهدفين دون رد.
ولم تخلف المكسيك عادتها منذ كأس العالم بالولايات المتحدة 1994 وصعدت إلى دور الـ16 للمرة الخامسة على التوالي، وهو الأمر الذي نجح في تحقيقه منتخبا البرازيل وألمانيا فقط (وكان معهما منتخب إيطاليا لولا خروجه في النسخة الحالية).
ويعتبر اللقاء المرتقب بين المكسيك والأرجنتين في دور الـ16 بمونديال 2010 بمثابة إعادة لذلك الذي جمع بين الفريقين في مونديال ألمانيا 2006 في نفس الدور ونجح خلاله راقصو التانجو في التفوق بنتيجة 2-1.
وكانت أفضل نتائج لمنتخب الـ"تري كولور" هي التأهل لدور الثمانية في نسختي 1970 و1986 ، حينما نظمت بلاده البطولة.
ومن ناحية أخرى تأهلت الولايات المتحدة إلى المونديال تسع مرات وتعد ثاني منتخبات (الكونكاكاف) في عدد مرات التأهل المتتالية لكأس العالم بعد المكسيك.
ووصل "أبناء العم سام" لدور الـ16 أثناء استضافتهم للبطولة في 1994 وكوريا واليابان 2002 التي تقدمت خلالها لربع النهائي، في حين كانت أفضل نتائجهم في 1930 حينما وصلوا لنصف النهائي.
وتأتي باراجواي ضمن المنتخبات التي شرفت القارة اللاتينية، بعدما أقصت إيطاليا من الدور الأول لتتأهل مع سلوفاكيا للدور الـ16 في ثامن مشاركة لها بالمونديال.
ويعد مونديال 2010 رابع مشاركة لباراجواي على التوالي في البطولة التي تأهلت لدور الـ16 بها أربع مرات أيضا كما سبق في المكسيك 1986 وفرنسا 1998 وكوريا واليابان 2002.
وتكمل تشيلي "سلسلة الجواهر" اللاتينية التي صعدت لدور الـ16 في المونديال عقب أداء رائع نجحت عن طريقه في احتلال المركز الثاني خلف إسبانيا وبفارق الأهداف فقط بست نقاط لكل منهما.
وتعتبر هذه ثامن مشاركة لها في المونديال وثالث مرة تتخطى خلالها دور المجموعات، في حين كانت أفضل نتائجها بالبطولة الحصول على المركز الثالث في مونديال 1962 الذي استضافته.