قبل أربع سنوات، بات مارتشيلو ليبي مرجعية للتدريب الإيطالي بعد أن قاد بلاده للقب كأس العالم للمرة الرابعة في تاريخها ليعود الخميس ويقضي على هذا المجد بإخراج حامل اللقب من الدور الأول متأثرا بلعنة ملعب إليس بارك في جوهانسبرج.
وشاءت الأقدار أن يكون الملعب الذي خسرت عليه إيطاليا من سلوفاكيا 2-3 في مونديال 2010 هو نفسه الذي ذاقت عليه قبل عام خسارة غير متوقعة من مصر بهدف في مباراة بكأس القارات اتضح خلالها لليبي ضرورة تغيير هيكل الفريق قبل حملة الدفاع عن اللقب العالمي.
لكن ليبي لم يعدل عن موقفه خلال عام، وأصر على الإبقاء على نفس الهيكل الذي فاز به بالمونديال الألماني رافضا استدعاء لاعبين تألقوا في البطولة المحلية مثل ماريو بالوتيللي والنجم أنطونيو كاسانو.
وتشابه موقف ليبي مع المدرب الفرنسي روجيه لومير الذي قاد بلاده في نهائيات كأس العالم 2002 وهي حاملة للقب ليخرج من الدور الأول بفريق عماده من التشكيل الفائز بمونديال 1998.
وخلال الفترة الماضية، أبقى ليبي على ستة لاعبين ضمن تشكيله الأساسي جميعهم تجاوزوا حاجز الثلاثين ولا يظهرون بشكل ثابت مع أنديتهم مثل المهاجم فينشنتزو ياكوينتا وثنائي الوسط ماورو كامورانيزي وجينارو جاتوزو، وهو ما أثار ضده انتقادات في الصحافة المحلية.
وكان التعادل مع باراجواي ونيوزيلاندا بنتيجة واحدة (1-1) خلال المونديال الحالي قد أثبت حاجة الفريق الإيطالي لبعض من التغيير أمام سلوفاكيا، إلا أن لمسات ليبي لم تكن مثمرة هذه المرة فسقط لاعبوه على يد فريق يشارك للمرة الأولى في كأس العالم.
ولعل الصحافة الإيطالية قد أدركت الآن أن الانتقادات التي تعرض لها روبرتو دونادوني، حين خلف ليبي عقب المونديال حتى الخروج من ربع نهائي كأس أوروبا 2008 ، كانت قاسية بعض الشيء لأن ليبي نفسه حين عاد لم يحقق ما هو أفضل.
وقد يبدو ليبي الآن نادما على قرار العودة هذا، فالتاريخ لا يعيد نفسه دائما، بل قد ينقلب أحيانا إلى النقيض، فبطل العالم في ألمانيا خرج كمتذيل لمجموعته في جنوب أفريقيا وهي أسوأ نتيجة على مدار مشاركات إيطاليا الـ17 في كؤوس العالم.
وينتظر الإيطاليون الآن المرحلة المقبلة التي ستغيب عنها وجوه مألوفة مثل فابيو كانافارو وجانلوكا زامبروتا، مما سيفسح المجال أمام المدرب المقبل تشيزاري برانديلي كي يضع بصمته الخاصة بفريق جديد.
وسيكون الموعد الرسمي الأول لمرحلة برانديلي في الثالث من سبتمبر حين تلاقي إيطاليا مضيفتها إستونيا في تصفيات كأس أوروبا 2012.