يدخل منتخبا سلوفاكيا وهولندا الاثنين مباراتهما الهامة في دور الـ16
بملعب موسيس مابيدا بمدينة ديربان بجنوب أفريقيا وكل منهما يحمل أهدافا
مختلفة تصب في نتيجة واحدة ألا وهي الفوز والتأهل لدور الثمانية.
فإذا كانت هولندا ستخوض المباراة وهي ترغب في الفوز "لإعادة سطر تاريخها
الكروي" فإن السلوفاك، بعد حالة النشوة التي أصابتهم بإقصاء إيطاليا بطلة
العالم من المونديال، سيكون دافعهم الأكبر "كتابة تاريخهم الكروي شبه
المعدوم".
وتأتي هولندا إلى المباراة ليس فقط بعد نجاحها في الحصول على العلامة
الكاملة في دور المجموعات والتأهل لدور الـ16 بتسع نقاط من ثلاثة انتصارات
على الدنمارك (2-0) واليابان (1-0) والكاميرون (2-1) ولكن أيضا بعد 13
انتصارا رسميا متتاليا، لأنها فازت في آخر عشر مباريات بالتصفيات المؤهلة
للمونديال.
وهذه الأرقام المثيرة للـ"رعب" لم تبث الخوف في نفوس "الحصان الأسود"
لقارة أوروبا بالبطولة، حيث أكد المدير الفني السلوفاكي فلاديمير فايز أنه
على الرغم من أن "التاريخ يصب في مصلحة هولندا، إلا أنه لا يمكن لأحد معرفة
ما سيحدث".
وليست تصريحات فايز أحد طرق تحفيز لاعبيه قبل اللقاء فقط، ولكنه يتحدث
عن أمر واقع يبرهن على قوة هولندا، ويشير به في نفس الوقت إلى ما حققه أمام
"الأتسوري" وإقصائه من البطولة عقب الفوز عليه 3-2 على الرغم من الفارق
التاريخي الكبير بين الفريقين.
وبالنظر لمسيرة سلوفاكيا حتى الآن سنجد أنها تأهلت كثاني المجموعة
السادسة بعد أن سرقت نيوزيلاندا منها التعادل في مباراتها الافتتاحية (1-1)
وخسارتها أمام باراجواي (2-0) وبرهنتها على القدرة الكبيرة في النهوض من
الكبوات بإخراج "الأتسوري" في المباراة الأخيرة.
وتدخل سلوفاكيا المباراة دون أية إصابات، إلا إذا ما جرى أي شيء مفاجئ
في المران الذي سيسبق اللقاء، بقوتها الهجومية الضاربة المتمثلة في لاعب
نابولي الإيطالي الخطير ماريك هامشيك والمهاجم روبرت فيتيك، الذي سجل
للسلوفاك ثلاثة أهداف في المونديال من ضمن أربعة أحرزتها.
وتشير التوقعات إلى أن أقوى المستجدات في تشكيلة هولندا ربما ستصبح
الدفع بنجم بايرن ميونخ الألماني أريين روبين أساسيا، عقب تهيئته
والاطمئنان عليه في جزء من مباراة الكاميرون الأخيرة التي أظهر خلالها أنه
استعاد عافيته.
وبالنظر لهجوم ووسط "الطواحين" سنجد أن هناك أسماء تتحدث عن أنفسها مثل
فيسلي شنايدر وروبن فان بيرسي، بخلاف إمكانية الدفع بكل من يان كلاس
هونتيلار وفان دير فارت.
وأهم ما يميز المنتخب الهولندي هو "كثرة المهارات الفردية وقلة العيوب
وصعوبة إيقاف لاعبيه"، كما يرى المدير الفني للمنتخب السلوفاكي الذي سيعرف
الجميع الاثنين إذا ما كان سيقدر على مواجهة إعصار الطواحين أم أنها ستطيح
بأحلامه خارج البطولة.
جدير بالذكر أن الفائز من مباراة هولندا وسلوفاكيا سيواجه الفائز من
لقاء البرازيل وتشيلي، مما سيضعنا مجددا أمام الصراع "الأوروبي اللاتيني"
المشتعل على اللقب.