كشفت دراسة دانماركية جديدة أن استمرار ممارسة النساء للفحص الذاتي للثدي بهدف اكتشاف أي كتل (أورام) مستجدة أو علامات لسرطان الثدي، لا تفيد كثيراً في خفض عدد الوفيات الناجمة عن هذا المرض.
فقد جاءت نتائج آخر مراجعة بحثية للبيانات والمعطيات المتاحة حول الموضوع -نشرتها مكتبة كوكرين بالدانمارك- لتدعم محصلة أبحاث سابقة.
بيد أن بعض مؤسسات أبحاث السرطان تلفت إلى أهمية الانتباه لأي تغيرات في الثدي، وأن تتأكد النساء من أنهن على دراية بشكل أثدائهن، وطريقة إحساسهن الاعتيادي بها (القوام) في مختلف أوقات الشهر.
وكان فريق بحث دانماركي من "مركز كوكرين لشمال أوروبا" قام بمراجعة بحثية أكاديمية لبيانات ومعطيات دراستين واسعتي النطاق في روسيا والصين.
عدد الخزعات
ووجد الباحثون أن خزعات الثدي وهي العينات المستخرجة للفحص المخبري بهدف اكتشاف أي أورام خبيثة والتي أجريت على نساء قمن بالفحص الذاتي كانت أكثر عدداً من الخزعات التي أجريت لنساء لم يقمن بذلك. فكان هناك 3406 خزعات للمجموعة الأولى مقابل 1856 خزعة للمجموعة الأخرى.
لكن معدلات جراحات استئصال الثدي أو إزالة جزء منه لا تختلف كثيراً لدى المجموعتين، ما يشير إلى أن الفحص الذاتي للثدي لا يؤدي إلى زيادة عدد تشخيص حالات الإصابة بسرطان الثدي.
إضافة إلى ذلك، لم يكن هناك اختلاف كبير في عدد الوفيات الناجمة عن سرطان الثدي بين المجموعتين.
ويخلص الباحثون الدانماركيون إلى أنه في الوقت الراهن لا ينبغي التوصية بإجراء اختبارات تشخيص بالفحص الذاتي أو اختبارات الفحص البدني بواسطة مهنيين مدربين للعمل بمجال الصحة.
لكن الباحثين يقبلون فكرة أن بعض النساء يشعرن بأمان أكثر لدى قيامهن بالفحص الذاتي للثدي، وينبغي عليهن زيارة أطبائهن لدى اكتشاف أي تغيرات في شكل وقوام الثدي.
الدراية بالشكل والقوام
ويتفق بعض الخبراء مع هذا الرأي من حيث استمرار النساء في فحص أثدائهن ذاتياً، إذا كان ذلك يشعرهن بالراحة أو الطمأنينة. ففي نصف الحالات تقريباً تكتشف النساء كتلاً بأثدائهن، فهن أكثر دراية بها من خلال الفحص الذاتي، وعندما يكون هناك تكتل يلاحظن الفرق.
ويلفت البعض الآخر إلى أن الأخصائيين كانوا يعرفون منذ فترة أن قيام المرأة بالفحص الذاتي الروتيني مرة كل شهر لا يفيد كثيراً على مستوى أداء الصحّة العامة، لكن لا ينبغي الخلط بين ذلك وبين الوعي والانتباه لأي تغيرات بالثدي.
فهذا الوعي والانتباه يشجع النساء على زيادة درايتهن بشكل وقوام أثدائهن في مختلف أوقات الشهر. ومن الأهمية بمكان أن لا يُساء تأويل النتائج، لأن الاكتشاف المبكر لسرطان الثدي يزيد فرص نجاح العلاج.
وينبغي على المرأة عند ملاحظتها لأي تغيرات في شكل أو قوام الثدي، أن تخبر الطبيب بلا إبطاء.
ومن المهم كذلك حضور برامج اختبارات الفحص العامة للسرطان التي تدعو إليها مؤسسات الصحة العامة، حيث أظهرت الأبحاث أن هذه البرامج تنقذ أرواحاً