أكد سيف الإسلام القذافى، نجل الزعيم الليبى العقيد معمر القذافى، الذى
يحكم ليبيا منذ 40 عاما، لصحيفة صنداى تايمز البريطانية، أن ليبيا لم تعد
بحاجة إلى "قائد عظيم"، وأن وقت "الأنظمة العسكرية، والملوك، والأمراء
المتوجين"، قد انتهى.
وقال سيف الإسلام فى مقابلة أجرتها معه صنداى تايمز الأسبوع الماضى، إن
"المستقبل الآن بات ممهدا للمديرين، ولهؤلاء الأشخاص الذين سينتخبون
المدراء وليس الملوك والقادة العظماء"، موضحا أن "الناس يجب أن يتمتعوا
بالحرية لانتخاب قادتهم، فالمستقبل للديمقراطية، ولا يوجد طريق آخر أمام
ليبيا غيرها".
وحذر "بطل الإصلاح" على حد وصف الصحيفة، البالغ من العمر 38 عاما، والوريث
المحتمل لوالده، من أن الدولة ربما تواجه "مشكلة عويصة للغاية" إذا ما
فشلت فى تبنى نهج أكثر ليبرالية مع الغرب.
وأضاف سيف للصحيفة أنه يرغب أن "يحول ليبيا إلى فيينا شمال أفريقيا"،
باعتبارها دولته الأوروبية المفضلة، وبالفعل فإن الحكومة الليبية شرعت فى
بناء الفنادق الفاخرة.
وأشارت الصحيفة إلى أن سيف الإسلام -الذى يحضر رسالة الدكتوراه فى الاقتصاد
بلندن ويتقن الإنجليزية والألمانية والفرنسية- لعب دورا حيويا فى تغيير
صورة ليبيا على الساحة الدولية، وفى تحويل بلده من دولة منبوذة إلى حليف
محتمل للغرب، فهو الذى أقنع والده بالتخلى عن برنامج بلده النووى والكيماوى
والبيولوجى عام 2003، منهيا عزلة دبلوماسية وممهدا الطريق فى العام الذى
تلاه لزيارة رئيس الحكومة البريطانية السابق تونى بلير.
كما أن سيف الإسلام هو الذى فاوض من أجل إطلاق سراح عبد الباسط المقرحى
الذى أدين فى تفجير طائرة لوكربى عام 1988.ولكن رغم طموحاته الإصلاحية –
والكلام للصحيفة- فإن تقرير منظمة العفو الدولية (أمنيستى) انتقد الأسبوع
الفائت مدى التقدم فى مجال حقوق الإنسان بليبيا، وأشار إلى أن الأجهزة
الأمنية الداخلية تتمتع بحرية مطلقة فى إساءة استخدام السلطة.
وعلق سيف الإسلام على تقرير منظمة العفو الدولية الذى انتقد انتهاك ليبيا
لحقوق الإنسان، قائلا "أنا أحترم المنظمة الدولية كثيرا، ولكنى أشعر بالفخر
لأن الحقائق الآن على الأرض تختلف كثيرا عما كانت عليه قبل عشرين عاما"،
متحديا المنظمة بتسمية أى سجين سياسى فى ليبيا.