يسعى سائق ريد بول-رينو الألماني سيباستيان فيتل إلى تأكيد جدارته وقدرته على أن يكون احد ابرز المنافسين على لقب هذا الموسم وذلك عندما يخوض الأحد غمار جائزة الصين الكبرى، المرحلة الرابعة من بطولة العالم لسباقات فورمولا واحد.
وقد تعطي حلبة شنغهاي فكرة عن هوية أقطاب المنافسة لهذا الموسم بعدما خرجت السباقات الأولى بثلاثة فائزين مختلفين، أولهم كان سائق فيراري الاسباني فرناندو الونسو في البحرين، ثم سائق ماكلارين مرسيدس البريطاني جنسون باتون، بطل العالم، في استراليا وصولا إلى فيتل في السباق الأخير في ماليزيا حين ابتسم الحظ للألماني وسط أجواء صافية على عكس التجارب الرسمية التي أغرقتها الأمطار وتسببت في انطلاق الونسو وزميله ماسا وباتون وزميله هاميلتون من ذيل خط الانطلاق.
وتقدم فيتل على زميله الاسترالي مارك ويبر والألماني نيكو روزبرغ سائق مرسيدس جي بي، محققا فوزه السادس، ليرفع رصيده إلى 37 نقطة في المركز الثالث بالتساوي مع الونسو الذي تنازل عن الصدارة لزميله ماسا بعد خروجه من السباق بسبب عطل في المحرك، فيما حل السائق البرازيلي سابعا.
وبعد خيبتين خلال السباقين الافتتاحيتين في البحرين واستراليا حيث انطلق من المركز الأول قبل أن يعاني مشاكل ميكانيكية وبعض الحظ السيئ، سيطر فيتيل على سباق سيبانغ من بدايته وصولا إلى خط النهاية ليحقق الفوز المنتظر، وهو يأمل أن يكرر سيناريو الموسم الماضي عندما تسيد سباق شنغهاي بشكل تام، متفوقا على زميله ويبر وباتون.
لكن على فريق ريد بول أن يؤمن لسائقه الألماني سيارة تتمتع بجدارة التشغيل من أجل تجنب ما حصل في السباقين الأولين، وهذا ما طالب به زميله ويبر الذي قال: "نملك فريقا فريدا من نوعه وقام حتى الآن بعمل رائع من أجل تسوية المشاكل التي عانينا منها. لكن الوتيرة بدأت ترتفع وبشكل سريع. نحن نواجه صانعين كبار مثل فيراري وماكلارين ومرسيدس والباقين أيضا، وأعتقد أننا نقوم بعمل مذهل. يجب التنويه بالفريق".
وأضاف "نعلم أن روحية الفريق والتفاهم مميزان، والآن علينا أن نبني على هذا الأمر وان نواصل اندفاعنا".
وكان ويبر انطلق من المركز الأول في ماليزيا قبل أسبوعين ثم أنهى السباق أمام زميله فيتل الذي تجاوزه عند خط الانطلاق، وهو يريد أن يسترد اعتباره وان يحقق الفوز في الصين من اجل الدخول في خط الصراع على الصدارة.
وقال الاسترالي بهذا الصدد: "الأمر ليس سهلا، أعلم أن علي القيام بذلك لكن هذا الأمر يتعلق بأداء فريقنا وبقدرتي على دفع سيب (فيتل) لتقديم أفضل ما عنده. علي أن ادخل إلى هناك (الحلبة) وأن أحاول".
ومن المتوقع أن يشهد السباق الصيني صراعا قويا بين الثنائي فيراري وماكلارين-مرسيدس وقد حذر ماسا من أن الفريق البريطاني سيشكل خطراً على "سكوديريا" في شنغهاي.
وقال ماسا "إنها حلبة جميلة لكن الخطوط المستقيمة الطويلة التي تنتهي بمنعطفات ضيقة جدا تعني أن هناك إمكانية فعلية للتجاوز، وهذا الأمر قد يعطي ماكلارين أفضلية علينا وعلى ريد بول أيضا. علينا أن نكون حذرين جدا على الخط المستقيم لأنه كما رأينا هذا الموسم تتمتع ماكلارين بسرعة قصوى عالية وعلينا أن ندافع عن مراكزنا".
أما سائق ماكلارين لويس هاميلتون فعلق على السباق الصيني قائلا "التجاوز ممكن على هذه الحلبة، خصوصا في نهاية الخط المستقيم الطويل، أنا متأكد من أننا سنكون منافسين مجددا في عطلة نهاية الأسبوع".
ويسعى الفريق البريطاني إلى استغلال القسم المستقيم الذي يفصل بين المنعطفين 13 و14 حيث تصل السرعة إلى أكثر من 300 كلم/ساعة، من اجل تجاوز منافسيه، وهو الأمر الذي قد يرجح كفة هاميلتون وزميله باتون على حساب رباعي فيراري وريد بول.
وتتفوق ماكلارين-مرسيدس في الخطوط المستقيمة على الفرق الأخرى بسبب جهاز "أف-داكت" الذي اثأر جدلا كبيرا قبل أن يقرر الاتحاد الدولي انه لا يخالف قانون عدم استخدام أجزاء انسيابية متحركة في السيارات، لأن سائقي الفريق البريطاني هما الجزء الانسيابي المتحرك وليس قطعة موجودة على السيارة، إذ يستعملان ركبتيهما من اجل التحكم بتدفق الهواء إلى داخل السيارة من خلال فتحة تشكل نفق هواء بين مقدمة السيارة ومؤخرتها مرورا بالسائق وذلك من أجل التحكم بقوة الجر "داون فورس" في الخطوط المستقيمة.
وتعمل فيراري حاليا على جهاز مماثل لكن الفريق الإيطالي غير متأكد حتى الآن من انه فعال بشكل كامل، وذلك بحسب مديره ستيفانو دومينيكالي الذي قال: "الجميع يعمل بجهد كبير في موطننا (ايطاليا). رأينا فوائد هذا الجهاز التي بدت كبيرة جدا جداً في الخطوط المستقيمة. سنستعمله ما إن نتأكد أننا يتمتع بالاعتمادية".
وأشار دومينيكالي إلى انه غير متخوف من احتمال تعرض سياراتي فيراري لعطل في المحرك خلال السباق الصيني المتطلب جدا، مؤكدا أن انفجار محرك سيارة الونسو في سباق ماليزيا نجم عن معاناة الاسباني من عطل في علبة السرعات ما تسبب بارتفاع حرارة المحرك.