أشاد جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم بالتطور الهائل الذي شهدته وتشهده قطر منوهاً بالنهضة العمرانية الكبيرة الحادثة في البلاد على الأصعدة كافة لا سيما المرافق الرياضية منها ومبدياً إعجابه بالزيادة المضطردة في النمو السكاني كما أكد أن العالم العربي يستحق أن يمنح شرف تنظيم كأس العالم لكرة القدم وأن قطر تمتلك حظوظاً كبيرة في هذا المجال.
جاء كلام بلاتر خلال مؤتمر صحفي عقده الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني رئيس الاتحاد القطري لكرة القدم مع رئيس الاتحاد الدولي وبحضور مدير إدارة الاتصال والعلاقات العامة لملف قطر 2022 ناصر فهد الخاطر الذي أدار الحوار مع حشد كبير من الإعلام المحلي والدولي وذلك يوم السبت في فندق "ريتز كارلتون" الدوحة.
استهل بلاتر كلمته بتوجيه الشكر للشيخ حمد وأعرب عن سروره في الحضور لقطر تلبية لدعوة الاتحاد القطري وذلك لمناقشة وضع كرة القدم القطرية و"لحضور نهائي كأس سمو ولي عهد دولة قطر".
ولم يخف بلاتر "ذهوله الشديد" بالطفرة الحاصلة في البلاد والتي يلاحظها في زياراته المتقطعة لقطر خصوصاً أنه لمس فرقاً واضحاً بين ما آلت له النهضة العمرانية والرياضية حالياً وبين ما كانت عليه الحال خلال زيارته الأخيرة لدولة قطر العام 2008 كما أشاد بمشروع إعداد الحكم الدولي الذي يشرف عليه الاتحاد القطري لكرة القدم.
ورداً على سؤال حول إمكانية فوز قطر باستضافة مونديال 2022 قال بلاتر إن اللجنة التنفيذية في الاتحاد الدولي الآن في طور دراسة طلبات بطولتي 2018 و2022 مضيفاً أن نيل قطر شرف الاستضافة يعد أمنية لدولة قطر وللمنطقة بأسرها لكن أوضح أن الطريق ما زال طويلاً حتى ذلك التاريخ (2022) لكنها قصيرة حتى تاريخ اتخاذ القرار في الثاني من كانون الثاني/يناير المقبل في زيوريخ حين تجتمع اللجنة التنفيذية (24 عضواً) لاتخاذ قرارها في البطولتين مردفاً أنهم سيقيمون فرص قطر.
وبالحديث عن إمكانيات قطر أوضح بلاتر أن الدولة العربية نظمت الألعاب الآسيوية عام 2006 بنجاح مبهر وقد استضافت وقتها حوالي ثلاثة عشر ألف رياضي وأجرت منافسات في ثلاثين رياضة وهذا يدل على الإمكانيات التي تتمتع بها دولة قطر وقدرتها على تنظيم أكبر الأحداث الرياضية.
وأجاب بلاتر على سؤال عن علاقته برئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم القطري محمد بن همام فقال إنه لطالما كانت العلاقة بينهما ممتازة منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي وهي ما زالت كذلك حتى اليوم موضحاً أنه يثمّن جهود بن همام في إدارته لكرة القدم في آسيا ولنجاحه في تطوير اللعبة فيها كاشفاً أنه هناك سوء فهم من الإعلام عن طبيعة العلاقة بينهما.
وفي معرض رده على سؤال حول المداورة بين القارات قال بلاتر إنه متمسك بهذا المبدأ كما أوضح أن العالم العربي "يستحق أن ينظم بطولة العالم لكرة القدم وقطر تملك حظوظاً جيدة لتصبح أول دولة في المنطقة تنال هذا الشرف" والمعلوم أن قطر هي الدولة العربية الوحيدة التي تقدمت بطلب لاستضافة مونديال 2022 وليس هناك دولة عربية تقدمت لاستضافة مونديال 2018.
وعن صغر حجم دولة قطر وهل يترك ذلك تأثيرا على ملفها لاستضافة مونديال 2022، أوضح أنه عندما زار قطر للمرة الأولى عام 1995 كان عدد السكان 400 ألف والآن وصلوا إلى مليون و600 ألف، وهذا يدل على التطور كبير موضحاً أنه إلى ذلك "فإننا ننظر إلى البنية التحتية لكل دولة".
وأوضح "لقد تلقيت تأكيدات من كبار المسؤولين في الدولة على دعمهم الكامل لملف قطر 2022، وأعرف أيضاً أن الدول العربية تدعم قطر لاستضافة هذا الحدث في الشرق الأوسط للمرة الأولى".
إشادة بجهود بلاتر
كان المؤتمر استهل بكلمة لرئيس الاتحاد القطري لكرة القدم الذي أشاد بالجهود الكبيرة التي يبذلها بلاتر للرفع من مستوى كرة القدم ومساهمته في توسيع قاعدتها في المنطقة.
وقال الشيخ حمد: "يسرنا حضور رئيس الفيفا إلى دولة قطر لحضور المباراة النهائية لكأس سمو ولي العهد، وتأتي زيارته امتداداً لجهوده الحثيثة لصالح خدمة كرة القدم في العالم".
وأضاف: "نتطلع إلى مواصلة التعاون الوثيق مع الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) لضمان تحقيق النمو المستهدف للعبة في دولة قطر وفق الاستراتيجيات والخطط الموضوعة في هذا الاتجاه وللمساهمة في تعزيز اللعبة في منطقة الشرق الأوسط أيضاً".
واختتم رئيس الاتحاد القطري تصريحه بالقول: "إننا ندرك تماماً –حالنا حال الفيفا- أن الرياضة قادرة على خلق إرث لا يمحوه الزمن، كما ندلاك أيضاً أن الرياضة هي الجسر الذي يقلص الفجوة الثقافية بين الشعوب، ومن ثم فإننا نحرص اليوم على تقدير الجهود التي تبذل في هذا الاتجاه".
اجتماع صباحي
وكان بلاتر عقد اجتماعاً صباح يوم السبت مع الشيخ حمد لتناول حال كرة القدم في دولة قطر وفي هذا الصدد صرح بلاتر "إنني سعيد للغاية بالنهج الذي تسلكه دولة قطر في تطوير الرياضة بصور عامة وعلى وجه الخصوص ما تبذله من جهود في رعاية النشء وتطوير مهاراتهم الرياضية في إطار فريد يجمع بين التربية والرياضة معاً" في إشارة منه إلى اكاديمية أسباير للتفوّق الرياضي التي أثنى على مرافقها المتطورة.
كما أشاد بلاتر إشادة خاصة بالجهود التي يبذلها الاتحاد القطري لكرة القدم والتزامه الراسخ لتطوير اللعبة والنهضة بمرافقها المختلفة في الدولة كما أثنى على التعاون الوثيق ين الاتحاد القطري للكرة والفيفا في مجال تبادل المعرفة والتي تجلت في المشروع الرائد لتطوير التحكيم في كرة القدم وبرامج التدريب التي تهدف إلى تطوير مستوى الحكام والتحكيم في اللعبة.
وختم: "لا شك أن المرافق الرياضية في دولة قطر ترقى للمستوى العالمي الرفيع، ولهذا تضاعف سروري عندما شهدت التركيز الذي يوليه الاتحاد القطري لكرة القدم لخدمة اللعبة بمختلف جوانبها بما في ذلك تطوير حكام كرة القدم".