عقب خروج إنجلترا من نصف نهائي كأس العالم 1990 بإيطاليا أمام ألمانيا قالت صحيفة "ذا صن" أن الإنجليز رغم الخسارة: "يملكون فريقاً قادراً على أن يصبح بطلاً للعالم بعد أربع سنوات".
وتعودت صحافة الإنجليز على بث ثقة زائدة عن الحد في منتخب بلادها قبل أي بطولة كبرى مما يؤدي في النهاية دوماً إلى فشل جديد وهو الشيء الذي بات متعارف عليه.
في 1992 خرجت إنجلترا من الدور الأول لأمم أوروبا وتبعت هذا بالفشل في التأهل لمونديال أمريكا 1994 ثم خسارة يورو 1996 في بلادها.
فالأسود الثلاثة لم تحقق أي انجاز عالمي طوال تاريخها عدا الفوز بكأس العالم في 1966 والتأهل لنصف النهائي العالمي في 1990 ونصف نهائي أمم أوروبا 1996.
والغريب أن الإنجليز مرتبطين في البطولات الثلاثة التي تحققت فيها هذه الانجازات بالألمان فعندما فازت إنجلترا بمونديال 66 كان على حساب ألمانيا وعندما خسرت مرتين في نصف النهائي كان من الألمان.
الصحافة الألمانية لا تضع فريقها على القمة قبل أي بطولة والمنتخب الألماني عادة لا يعتمد على نجم كبير حتى أن أسماء النجوم اللامعة في منتخب ألمانيا عبر تاريخه لا تتعدى خمسة أو ست لاعبين.
ألمانيا تأهلت لنصف نهائي كأس العالم 11 مرة وللنهائي سبع مرات وهو العدد الأكبر بالاشتراك مع البرازيل وفازت باللقب 3 مرات وأوروبيا فازت باللقب 3 مرات وتأهلت للنهائي في ثلاثة أخرى.
ويتضح لنا أن المنتخب الألماني لا يعتمد على ترشيحات صحفيين أو المدربين قبل البطولات الكبرى لكنه يعتمد على أداء فريقه في البطولة.
وصل الأمر بالكرة الإنجليزية بأنها وضعت المهاجم واين روني في صف ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو مع العلم أن الفارق بين الثلاثي معروف للجميع لكنه بدا أن ادخال روني بين أفضل 2 لاعبين على مستوى العالم سيكون مفيداً للبلاد قبل كأس العالم.
المهارات الفردية هي التي تجعل ميسي يتفوق على رونالدو المهارات التهديفية تجعل ديديه دروجبا قبل على واين روني لأن هذه هي الحقيقة فدروجبا سجل 29 هدف وروني أحرز 26، ولم تقم صحافة كوت ديفوار بالحديث عنه بهذا الشكل.
ولم يفز مانشستر يونايتد في أفضل مواسم لروني إلا بالرابطة الإنجليزية ولم تحقق إنجلترا في 2009 و2010 أي فوز على منتخبات المستوى الأول فكيف يتم ترشيحها للفوز هل فقط لأن الصحافة الإنجليزية دوماً ما تضع بلادها على القمة حتى ولو بالتضليل.
بدأت ألمانيا المونديال بالفوز برباعية نظيفة على أستراليا فيما تعادلت إنجلترا 1-1 مع أمريكا فقالت صحيفة "ديلي ميل" : "الألمان تعودوا على كرة المونديال لأنهم لعبوا قبل ستة أشهر بها في البوندزليجا"، الغريب أنهم يعلمون هذا فلماذا لم يقوموا هم أيضاً بالتدرب عليها.