لم يحرم الله سبحانه وتعالى شيئاً إلا
لحكمة بالغة , ولو درسنا حكمة تحريم الربا من النواحي النفسية
والخلقية
والاجتماعية والاقتصادية والسياسية لنجدة ضاراً وله آثار سيئة , ومن يحلل
ويدرس
النظام الربوي دراسة متأنية ينتهي أن له آثارا سيئة على الفرد
والمجتمع والبشرية ومن أجل ذلك
ندد الله ورسوله بمن يتعامل بالربا ,
وسوف نوضح فى السطور التالية أهم هذه الآثار السيئة .
الربا شر
وفساد وحرب على الإنسانية لأن له أثار ضارة من أهمها ما يلي :
أولاً
: يَعْصِ من يتعامل بالربا الله ورسوله ولذلك فهو عاص أو كافر خرج من رحمة
الله
وجزاؤه إذا لم يتب جهنم وساءت مصيرا , ومن ناحية أخري نجد أن
المربي سيطر علية
حب المادة والدنيا وبذلك أصبح مادياً تجرد من
الروحانية ونسي نداء وتحذير ربه الذى أنعم
عليه بهذا المال ...
ولذلك فهو كفار أثيم , كما أنه نسي يوم الحساب يوم يقف بين يدي الله سبحانه
وتعالى
ليسأله عن مالة الربوي الخبيث من أين أكتسبه وفيم أنفقه.
ثانياً
: يؤدي التعامل بالربا إلى التجرد من القيم الإنسانية والأخلاق السامية
فالمرابي يعبد المال,
ولقد تعود على الجشع والشراهة والبخل وقلبه
أشد قسوة من الحجارة , لا يتورع من أن يضحي
بكل المثل والمبادئ من
أجل درهم ربا , وقد وصفه القرآن بأنه سوف يبعث يوم القيامة
مجنون
ومسعور وقلق كما أنه يتصف بالأنانية والكذب.
ثالثاً : يحطم النظام
الربوي نظام التكافل الاجتماعي بين المسلمين ويساعد على نشر الحقد
والكراهية بين
أفراد المجتمع , فالمرابي دائماً وأبداً ينسي
العلاقات الاجتماعية ويحاول استغلال الفرص لتحقيق أكبر
فائدة ممكنة
ولو كان ذلك على حساب المروءة والتعاون , ونجد أنه بمضي الزمن تتكدس
الأموال لدي
المرابين , ويزادا الغني غني ويزداد الفقير فقرا ....
ويؤدي ذلك إلى تفكك المجتمع وانعدام المودة
والمحبة والتكافل
والتضامن والأخر والتآلف , وهذا ما نشاهده فى أيامنا هذه .
رابعاً :
يؤدي النظام الربوي إلى ارتفاع نفقات انتاج مستلزمات الحياة من السلع
والخدمات ,
وهذا بدوره يؤدي إلى ارتفاع الأسعار , لأن التجار
والصناع يضيفون فائدة القروض إلى
الأثمان وبذلك يتحمل المستهلك
الفائدة الربوية فى السعر الذى يدفعه وهذا ما يعاني منه
الناس فى
هذه الأيام , ومن ناحية أخري ئؤدي الفائدة الربوية إلى عرقلة انسياب
الأموال
فى الأسواق المالية ثم اتجاهها نحو المشروعات الاقتصادية
التى تحقق عائد أعلى من
الفائدة والتى غالباً لا تفيد المجتمع بل
تساعد على فساده مثل مشروعات اللهو والفسوق
والعصيان , بالإضافة إلى
ما سبق يؤدي النظام الربوي إلى الاكتناز والبطالة والأزمات
الاقتصادية
وهذا بشهادة علماء الاقتصاد غير المسلمين مثل كينز وشاخت.
خامساً :
يؤدي النظام الربوي إلى وقوع الدول الفقيرة تحت سيطرة الدول الغنية بسبب
تراكم
فوائد القروض .... ويقود هذا إلى الاستعمار العسكري والاقتصادي والفكري
وهذا
ما نشاهده واضحاً فى أيامنا هذه , ومن ناحية أخري نجد المرابين يسيطرون
على
سياسات الدول ومؤسساتها وحكامها وليست انجلترا وأمريكا منا ببعيد.